الرحم المسروق


مقالة الرحــم المسروق ...
هالة يوسف احمد

الضحكةُ التي كانت تخرج من عمق الجرح , لم تكن سوى مبادرة  ل السلام في رحاب هذه الأرض الضيقة , لذا كان ايجادُكَ أصعب من فكرة انجابُك , فأنت وطن و هم مجرد جرحى على رصيف الانتظار ...
متى ما صرخ في داخلك الحين ,تجلدُكَ المنافي في أرض  تتمدد وجعا على بساط من جهنم  و الخيزران مازال يقف في باب المندب و الصبار نبض الصحاري  و انتَ قد نُقصتْ منك ساعة و مازلت صديقا للتوقيت القديم بل صديقاً لاشياء كثيرة جداً جداً لنقل انك تعيش في زمان ينقص زمانك بساعة , أ ليس هذا فارق توقيتُ جسدي ؟!
اكثر من مؤرق ان يكون الفارق توقيتُ جسدي ,فكلما حاولت اعادة ضبط ساعتُك يُعيدك قلبك الى اضافة هذه الساعة
فلكنا محاصرون بتوقيت في ساعة قلب احدهم , و كأن ساعتُك تتوقف و الحياة تجري كما السراب , لا انتَ تستيطع ان تمد يدك لتقبضُها و لا ان تصرخ فتوقفها ...
و لا شيء يخذلك حتى الايام و المسافات , بل درات رحى التوقيتُ فطحنت كل شيء و  مازالت تدور و تدور ...
و عدتُ منكَ و انا مازلت مدرجة في لوائح المنافي , أ يعقل ذلكَ  يا رفيقي ؟
ان نكون ضمن سارقي الفرح من جيوب مثقوبة بأظافر من صلصال
أو نكون تحت بند التشييد أو هذا المشترك تم إلغاء خدمته في هذه الحياة
أي تصنيف قد يليق بحجم خيباتنا و نحن ابناء هذا الوطن سوى سجلاتنا مثقلة بأسماء موتانا و فاقدي الأنتظار و المتوجين بالرحيل في قوائمٍ لولا رحمة الله لحذفت هذه القوائم و نكون في صف الانتظار ثكلى ...
لنقل ان الغياب لص يجيد التسلل اليك و انت ابن الحضور , فيسرقُك منكَ اولاً ثم يتسلق حبالك , فيعقدُ كل حبل مع نقيضه فتبدأ رحلة المعاناة في رحم مسروق و يَجِئُ بكَ مرغماً عنك , لتُؤرخ لهم اكاذيب انجازاتهم ...
و تكتب لم يرتفع سعر أي شيء في هذا الوطن سوى الشوق و الغياب و الصدق و الامانة و الاحترام و الوفاء ثم يعطونك اسماً يشابه نضالاتهم و لا انتَ...
 و تظل تكتب الى ان تصل باب المندب تحت بند الخديعة ثم تُولج في ذاك الرحم المسروق و يصبح الصبار يطعن  جدار الحقيقة.

تعليقات

المشاركات الشائعة